السبت، 21 نوفمبر 2015

الوحدة الأولى

السنة النبوية ( تعريفها - منزلتها - حجيتها)


تعريف السنة :

السنة في اللغة : الطريقة و السيرة حميدة كانت أو ذميمة .
السنة في اصطلاح المحدثين : ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلُقية .  

منزلة السنة النبوية :

للسنة النبوية مكانة عظيمة في الإسلام ، يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

١- السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم .
٢- السنة النبوية وحي من الله تعالى لرسوله ﷺ ، و لكنها وحي غير متلوا .
٣- السنة النبوية تأتي من القرآن الكريم على ٣ أنواع :
أ- بيانًا و توضيحًا لأحكام للقرآن الكريم .
ب- تأكيدًا و تقريرًا لأحكام القرآن الكريم .
ت- تأتي بأحكام سكت عنها القرآن الكريم .

حجية السنة النبوية :

السنة النبوية حجة في الأحكام الشرعية و العملية ، فهي واجبة الإتباع كالقرآن الكريم ، ودل عليها الكثير من الأحاديث و الآيات ؛ منها :
أ - قوله تعالى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } .
ب - قوله تعالى :  { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } .
ت - حديث المقدام بن معد يكرب الكندي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله  "يُوشِكُ رَجُلٌ مِنْكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ عَنِّي ، فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " .
ث - إجماع الأمة كافة على حجية السنة النبوية .

انكار حجية السنة و دوافعه :

١ - لما انتشر الاسلام و بقي القليل من الزنادقة الملحدين من بقايا الديانات الاخرى لم يدخل الايمان في قلوبهم و رأو أن مواجهة الاسلام وجها لوجه لن تفيدهم قرروا ان يلبسوا زي النفاق و العمل على زعزعة الدين من الداخل و بهذا ظهرت الكثير من البدع و الانحرافات كـ: انكار حجية السنة و ان القرآن وحده كاف في بيان احكام الشريعة .
٢-وقد تصدى الصحابة لهذه البدع و بينوا بطلانها و مما روي عنهم في ذلك :
أ - قال حبيب بن أبي فضالة المالكي قال لما بني هذا المسجد مسجد الجامع قال: وعمران بن حصين جالس فذكروا عنده الشفاعة فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلاً في القرآن، فغضب عمران بن حصين وقال للرجل: قرأت القرآن، قال: نعم، قال: وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثًا وصلاة العشاء أربعًا، وصلاة الغداة ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعًا، قال: لا، قال: فعمن أخذتم هذا الشأن ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله  أوجدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة كذا وفي كل كذا وكذا بعير كذا أوجدتم هذا في القرآن قال لا قال فعمن أخذتم هذا أخذناه عن نبي الله  وأخذتموه عنا قال فهل وجدتم في القرآن وليطوفوا بالبيت العتيق وجدتم هذا طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام أوجدتم هذا في القرآن عمن أخذتموه ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله ووجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام قال لا قال إني سمعت رسول الله  يقول لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} حتى بلغ {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال حبيب أنا سمعت عمران يقول الشفاعة.
ب - قال رجل لمطرف بن عبدالله بن الشخير : لا تحدثنا الا بالقرآن ! فقال له مطرف : و الله ما نريد بالقرآن بدلا و ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا .
ج - قال ايوب السخيتاني : إذا حدثت الرجل بالسنة ، فقال : دعنا من هذا و حدثنا من القرآن ؛ فاعلم انه ضال مضل.
٣ - ثم تبنى هذا الاتجاه المنحرف بعض الفرق كالخوارج و المعتزلة  و غيرهم فرد عليهم أهل العلم و بينوا باطلهم.
٤ - في العصر الجديد جاء الاستعمار و معه اتباعه المستشرقون المدعون للعلم و التحقيق فأرادوا إعادة هذه المطاعن على السنة النبوية و التشكيك بها فظهرت فرقة تسمي نفسها القرآنيين و كانت شبهتهم : انها لم تكتب الا بعد موت النبي بقرون مما ادى لضياعها .
٥ - كما ظهر في اهل الاهواء من يرد بعض الاحاديث النبوية زاعمًا مخالفته للعقل فيتحكمون ي النصوص الشريعة باهوائهم .

حفظ الله تعالى للسنة النبوية

حفظ الله للسنة النبوية

أمر الله تعالى نبيه محمد بيان لقرآن الكريم للناس ، فقال ( و انزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم )
واان السنة النبوية بيانًا للقرآن الكريم ، وقد تكفل الله سبحانه و تعالى بحفظ هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمدﷺ وهذا يتضمن حفظ السنة المبينة له ، قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون ).

حث النبي ﷺ عل حفظ السنة النبوية

للسنة النبوية منزلة عظيمة فقد أمر النبيﷺ بحفظها و تبليغها للناس ، قفالﷺ :(نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ، ثم أداها إلى من لم يسمعها ؛ فرب حامل فقهٍ لا فقه له ، ، رب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ).
وقالﷺ لوافد بن عبد القيس :( احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم ).

مراحل كتابة السنة و تدوينها

مرت كتابة الحديث بعدة مراحل ، و تم ترتيبها بـ :
١- الكتابة بعهد النبيﷺ و أصحابه في القرن الأول (أول كاتب من الصحابة علي بن أبي طالب ، أول كاتب من التابعين سعيد بن جبير)
٢- تدوين السنة في آخر عهد التابعين في القرن الثاني الهجري : تميزت بالتدوين العام و كلف بها الإمام الزهري عن طريق عمرو بن العزيز .
٣- تأليف السنة على هيئة كتب مقسنة :اما عن طريق ابواب أو مسانيد و في هذه المرحلة تم مزج أقوال النبي بأقوال الصحابة و التابعين و أشهرها موطئ الإمام مالك .
٤- افراد حديث النبي بالتصنيف : و أشهره الكتب مسند الإمام أحمد و هذه المرحلة تتميز بعدم مزج أقوال النبي بأقوال الصحابة و التابعين .

تعريف بالكتب السبعة و مؤلفيها

خلال المرحلة الرابعة من التدوين برزن سبعة كتب حظيوا باهتمام العلماء وقبول الأمة لها :
١- صحيح البخاري ، مؤلفه : محمد بن اسماعيل البخاري ، مختصره : مختصر صحيح الباري (وهو اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى).
٢- صحيح مسلم ، مؤلفه : مسلم بن الحجاج القشيري ، شروحه : شرح النووي (يأتي بعد صحيح البخاري بالصحة ).
٣- سنن أبي داوود ، مؤلفه : سليمان بن الأشعث السجستاني ، شروحه : معالم السنن.
٤- سنن النسائي ، مؤلفه : أبو عبد الرحمن ، أحمد بن شعيب النسائي .
٥- جامع الترمذي ، مؤلفه : محمد بن عيسى الترمذي .
٦- سنن ابن ماجه ، مؤلفه : محمد بن يزيد بن الماجه القزويني .
٧- مسند الإمام أحمد ، مؤلفه : أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني .

هناك تعليق واحد: